
قال الله عز وجل:
﴿ظَهَرَ الفَسادُ
فِي البَرِّ وَالبَحرِ
بِما كَسَبَت
أَيدِي النّاسِ
لِيُذيقَهُم
بَعضَ الَّذي عَمِلوا
لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١] يعني: لعلهم يرجعون عن المعصية، لعلهم يرجعون إلى الله عز وجل.
والنبي ﷺ أعطانا علامة على الإثم والذنب، إذا اشتبه على الإنسان، حتى يميزه:
(وَالإِثْمُ
ما حَاكَ في نَفْسِكَ،
وَكَرِهْتَ
أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ). [المصدر : صحيح مسلم]
فذكر النبي ﷺ علامة يعرفها الإنسان داخل نفسه، وعلامة يعرفها الإنسان لو كان بين الناس.
فإذا وقع من الإنسان ذنب أو تقصير، فإنما يكون عن نسيان أو جهل أو لحظة غفلة، ولكن لا يتعمدها مع سبق إصرار، ولا يجاهر بها، ولا يظل عليها من غير توبة نصوح. الجميع يعرف كيف يراضي أقرب الناس له، والله عز وجل أولى بهذا التودد وطلب رضاه.
ولأن أصل الإنسان أنه ظالم لنفسه وكثير الخطأ، ولأن الأصل فيه أيضاً أنه جاهل ليس له علم، فإنه لن يخرج من هذه الحالة إلا إذا اهتدى بنور الوحي، هداية وسداد وعلم.
رحمة الله علينا ليس في كونه أنه لا يحاسب أو أن يتركنا بحالنا هكذا، وإنما رحمته علينا: أن يعلمنا ويوجهنا ويرشدنا ويعطينا فرص، فإذا الإنسان ما زال مع هذا يريد المعصية ويريد التقصير، فمن حق الله عز وجل أن يُحاسب ويعاقب، قال تعالى:
﴿أَفَحَسِبتُم
أَنَّما خَلَقناكُم عَبَثًا
وَأَنَّكُم
إِلَينا
لا تُرجَعونَ
فَتَعالَى اللَّهُ …..﴾ يعني: حاشاه سبحانه [المؤمنون: ١١٥-١١٦]
رابط سلسلة (قد أفلح من زكاها) || فيه تطوير للذات
سلسلة: الحل مع الوسواس القهري